على ذمة موقع اخباري اسرائيلي .. ضربة اسرائيلية لايران خلال الاسبوع؟
جراسا نيوز -
عندما يقول جون بولتون السفير الامريكي السابق في الامم المتحدة ان امام اسرائيل ثمانية ايام لتوجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر النووية الايرانية، فانه يمارس تحريضا سافرا بالعدوان على دولة عضو في الامم المتحدة، دون مسوغات قانونية.
هذا التحريض غير مستغرب من بولتون الذي كان من ابرز صقور ادارة الرئيس جورج بوش الابن، ومجموعة المحافظين الجدد المعروفة بولائها الاعمى لاسرائيل، فقد كان من الاكثر شراسة بين اقرانه في الدعوة الى شن عدوان على العراق بحجة امتلاكه اسلحة دمار شامل وتهديده لاسرائيل وجيرانه العرب، وهي الحجة نفسها التي يرددها بولتون حاليا لتوجيه ضربة الى ايران.
تحديد ثمانية ايام كحد زمني اقصى لتدمير مفاعل بوشهر الايراني الواقع على الخليج يعود الى اعلان روسيا الاتحادية تزويد هذا المفاعل بالوقود النووي اللازم لتشغيله في الثلث الاخير من الشهر الحالي التزاما باتفاقات موقعة مع الطرف الايراني، مما يجعل من ضرب هذا المفاعل بعد ذلك خطرا كبيرا.
مفاعل بوشهر يقع على الجهة الايرانية من الخليج العربي، ومقابل دولة الامارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، واقدام طائرات اسرائيلية على قصفه وتدميره بعد تزويده بالوقود النووي سيؤدي الى حدوث تسرب اشعاعي يلوث مياه الخليج، الامر الذي سيؤدي الى حدوث كارثة بيئية وانسانية، خاصة اذا علمنا ان معظم دول الخليج، وبالذات الامارات وقطر والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية تعتمد كليا على معامل تحلية مياه الخليج للحصول على احتياجات مواطنيها والمقيمين فيها من المياه العذبة.
ولا نستطيع ان نجزم بالرد الاسرائيلي على هذا التحريض سلبا او ايجابا، ولكن احد المواقع الاخبارية الاسرائيلية المقرب من اجهزة الامن الاسرائيلية ويدعى 'دبكا' نشر تقريرا قبل بضعة ايام توقع فيه اقدام الطائرات الاسرائيلية على قصف مفاعل بوشهر هذا قبل نهاية الاسبوع الحالي للسبب نفسه الذي طرحه السفير الامريكي السابق.
اقدام اسرائيل على قصف مواقع ومنشآت نووية في دول تعتبرها معادية ليس مستبعدا ولا مستغربا في الوقت نفسه، فقد اقدمت الطائرات الاسرائيلية على تدمير مفاعل تموز العراقي (اوزراك) عام 1981، كما أغارت طائرات حربية اسرائيلية قبل ثلاثة اعوام على منشآت في منطقة 'الكبر' قرب ديرالزور السورية، ودمرتها لانها تعتبرها منشآت نووية اقامتها سورية بدعم من ايران وكوريا الشمالية.
الحكومة الايرانية قالت انها سترد بقوة على اي عدوان اسرائيلي على محطة بوشهر التي تعتبرها منشأة مدنية اقيمت من اجل توليد الطاقة الكهربائية، وتتماشى مع القوانين الدولية ومعايير وكالة الطاقة النووية الدولية.
ان اي هجوم اسرائيلي على محطة بوشهر قد ينجح في تدمير المحطة، ولكنه قد يكون عود الثقاب الذي سيشعل حربا اقليمية قد تؤدي الى تدمير المنطقة وآبارها النفطية، بما قد يتسبب بسقوط مئات الآلاف من الضحايا الابرياء في ايران ومنطقة الخليج، علاوة على حدوث ازمة اقتصادية عالمية كبرى نتيجة ارتفاع اسعار النفط لمعدلات قياسية.
هناك من يجادل بان ايران قد تمتص هذه الضربة الاسرائيلية لاظهار اسرائيل بمظهر الطرف المعتدي امام الرأي العام العالمي، ولكن هذا الاحتمال على وجاهته، قد يكون مستبعدا في ظل الاستعدادات الايرانية للحرب، ووجود قناعة لدى القيادة الايرانية بان تدمير هذه المحطة لو حدث سيكون مقدمة لغارات اخرى لتدمير مفاعلات ومنشآت نووية اكثر خطورة في نطنز وقم تحتوي على اجهزة تخصيب يورانيوم.
اسرائيل اذا اشعلت فتيل الحرب ستحرق اصابعها حتما، وقد تدفع ثمنا باهظا من امنها واستقرارها وارواح مستوطنيها، لان الرد على اي عدوان لها قد لا يكون ايرانيا فقط، فهناك حلفاء ايران السوريون الذين ربما ينجرفون الى هذه الحرب، ولكن المؤكد ان 'حزب الله' سيطلق كل ما في جعبته من صواريخ باتجاه تل ابيب وما بعد تل ابيب، لانه يعرف انها قد تكون آخر الحروب.
(القدس العربي)